جاك شيراك : بين مرض الخرف و تهم الفساد
إنها حقا مفاجأة حيث قررت محكمة في العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين الماضي المضي قدما في محاكمة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في تهم على رأسها إساءة استخدام المال العام غيابيا بعد أن كشفت مصادر طبية أن ذاكرته ضعيفة للغاية و أنه مصاب بالخرف .
و يعد جاك شيراك الذي تولى رئاسة فرنسا من 1995 إلى 2007 من أحسن الرؤساء وينظر إليه كثيرون من
الفرنسيين باعتزاز في فرنسا لأنه كان معتدلا عكس نظيره الحالي نيكولا
ساركوزي و قد رفض الحرب على العراق في 2003 و قد وجهت له تهمة اختلاس المال
العام لتمويل حزبه السياسي" الإتحاد من أجل الحركة الشعبية " من خلال وظائف وهمية في بلدية باريس أثناء توليه منصب رئيس البلدية في الفترة بين عامي 1977 و 1995.
و قد غاب الرئيس السابق البالغ من العمر 78 عاما عن الجلسة الإجرائية يوم الاثنين بعد أن قدم محاميه تقريرا طبيا يشير إلى انه غير مؤهل لاستجوابه بشأن أحداث في الماضي البعيد.
وقالت المحكمة في بيان "لن يطلب من السيد شيراك المثول بشخصه أمام المحكمة ونتيجة لذلك سيحاكم غيابيا ويمثله محاموه."
وتقول
برناديت زوجة الرئيس الفرنسي السابق شيراك انه يعاني من مشاكل الذاكرة و
الأعصاب المرتبطة على الأرجح بجلطة خفيفة تعرض لها قبل عدة سنوات
.
.
والمحاكمة التي طال انتظارها والتي من المقرر أن تستمر حتى 23 من سبتمبر من هذه السنة هي الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي يحاكم فيها رئيس سابق للدولة الفرنسية بتهم جنائية.
وتلاحق شيراك الادعاءات منذ أن فقد حصانته الرئاسية في عام 2007. وبعد
سنوات من التأخير والعقبات القانونية ازيلت العقبة الأخيرة في جوان الماضي
ومن المقرر استمرار المحاكمة رغم عرض جاك شيراك وحزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الحاكم دفع المال لتسوية القضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق