ماذا بعد الثورات و الإحتجاجات ؟؟؟

الديمقراطية العربية .... العشق الممنوع

إن الناظر للمناخ الذي يسود المنطقة العربية عموما و الشرق الأوسطية خصوصا يرى بأن تكالب الشعوب العربية على الديمقراطية يتأجج يوما بعد يوم بعدما كان عشقا ممنوعا في ظل الديكتاتوريات التي آبت أن تظل إلى يوم الدين لكن خلطنا الحابل بالنابل و هذه  من عادتنا نحن العرب  جعل من هذا الموضوع يتحول إلى صراعات تجرف معها كل يوم مزيدا من الأنفس البريئة كما في دولة "عمي صالح" الذي يرفض التنحى عن ما يعتقد أنه ملكه لكن في المقابل نجد ما لا نهاية من المعارضة التي كل منها يغنى على ليلاه ثم سوريا التي بدأت الخيانة تعصف بها و أشدد على كلمة خيانة لأن الصورة أضحت واضحة و جلية للعيان الأطراف الخارجية التي تريد إزالة الشوك المزروع على شرفة إسرائيل الشرقية و إخضاع أخر قلعة للعرب بجوار دولة صهيون بعد كل من مصر و الأردن.

فهذه الديمقراطية التي يقدسها الغرب لا تصلح أن تكون دينا جديدا للعرب فقد سألني مرة أحد الأصدقاء عن الديمقراطية فقلت له هي بكل بساطة " هي أن تقف في الطابور تنتظر دورك " بمعني أنك حر مقيد تأخذ ما لك و تدع ما ليس لك أما بالنسبة لنا نحن العرب فهي بالعكس أننا نأخذ ما لنا و ما لغيرنا و أن لا نقف في الطابور ننتظر دورنا فالمدرسة العربية لا تعلم الديمقراطية أو حرية التعبير فتجد المعلم  أو الأستاذ لا يترك مجالا لمناقشته لأنه هو الأصح مع أنه مخطئ و يعاقبك على ذلك  ثم نأخذ هذه الحالة ونسقطها على مجالات أخرى نرى نفس النتيجة لا يوجد قبول للرأي الأخر مهما كان صحيحا فإبن رشد قال أن رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب .

فالديمقراطية هي هرم قاعدته الأغلبية التي تحترم بعضها البعض و رأسه مسؤول يحترم رغبة هذه الأغلبية إلى هذه النقطة فما سبق ذكره كله كلام نظريات فلننزل إلى الواقع ....أترى أثرا لديمقراطية للأسف لا توجد فهذه كلها ديكتاتوريات بدرجات متفاوة من المنزل إلى المدرسة إلى الجامعة إلى نظام الدولة برمته كل يمارسها حسب دائرته ورغبته وطموحاته .